تحظى العلاقات الإماراتية العُمانية بطبيعة خاصة تميز البلدين الشقيقين والتي تمتد جذورها عبر التاريخ، وإستمرت العلاقات بين البلدين في حالة تطور مستمر يحترم كل منها الأخر ويعمل على رفعه البلدين والأمة العربية والإسلامية، وظهر ذلك جليا من حرص قيادتي الدولتين خلال العصور الماضية إلي دفعها نحو مزيد من التقدم والتطور والرقي .
وجعلت تلك العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين أن تكون العلاقات بين البلدين علاقات قوية راسخة في وجه الزمن، تحمل الخير لشعوب البلدين لرسم مستقبل مزهر مع أتخاذ سياسات متباينه تعمل على تعزيز قيمة التواصل التاريخية وتؤدي إلي رفعة العالمي العربي والإسلامي .
ولهذا كانت الإمارات من أولى الدول التي بادرت بتقديم العزاء إلي سلطنة عُمان والشعب العربي في وفاة المغفور له السلطان قابوس بن سعيد، وذلك بإعلان الحداد العام في البلاد لمدة ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام.
العلاقات التاريخية
مرت العلاقات التاريخية بين البلدين بالعديد من المحطات المختلفة التي كانت تؤكد على الطبيعة الخاصة لعلاقة البلدين الشقيقين، وكان من أبرزها اللقاء الأول للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأخاه السلطان الراحل قابوس بن سعيد عام 1968، والتي كانت تعزيز للتعاون بين الإمارات والسلطنة في العديد من المجالات وبدأ علاقات أكثر قوة سياسية كانت او تجارية ساهمت في تميز البلدين .
وجاءت الزيارة التاريخية للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلي سلطنة عُمان لدفع العلاقات بين البلدين في منحى جديد عزز من الترابط القوي بين البلدين، حيث تشكل على أثر الزيارة التي قام بها الشيخ زايد عام 1991 لجنة عليا مشتركة بين البلدين بهدف تعزيز التعاون المشترك وكان أول ثمارها وأبرزها قرار تنقل المواطنين الإماراتيين والعمانيين بين البلدين من خلال الهوية الشخصية فقط دون الحاجة إلي جواز سفر أو تأشيرة دخول، وهو ما أكد على قوة العلاقة بين البلدين والتي تصل للإتحاد .
اللجنة المشتركة
ومن الثمار أيضا تشكيل لجنة اقتصادية عليا تهدف إلي تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين من خلال دراسة المشروعات المشتركة بين البلدين وتعزيز التعاون في مختلف المجالات الأمنية والتعليمية والعسكرية والإعلامية .
وعقدت اللجنة عدد من اللقاءات كان أخرها الدورة 18 والتي عقدت في العاصمة مسقط في أكتوبر من عام 2016، وترأس هذه الدورة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة وبمشاركة خالد بن هلال بن سعود البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني من الجانب العماني.
التعاون الاقتصادي
ومع قوة العلاقات السياسية بين البلدين تأتي العلاقات الاقتصادية قوية وراسخة نتيجة ذلك التآخي والعلاقات القوية بين البلدين، حيث تشكل نسبة الاستثمارات الإماراتية في سلطنة عُمان ما يزيد عن 3 مليار دولار تتنوع في عده مشروعات عقارية وصناعية والصناعات التحويلية، بينما بلغت حجم الاستثمارات العمانية في دولة الإمارات ما يصل إلي 1.2 مليار دولار وهي تعد النسبة الأكبر من إستثمارات العمانيين في الخارج .
وقد وصلت عدد الشركات العمانية العاملة في الإمارات أكثر من 230 شركة تستثمر في عده أنشطة منها العقارية والتكنولوجية والتجارية والإلكترونيات والسيارات والزراعة وغيها، بينما يبلغ عدد الشركات الإماراتية في عُمان 3300 شركة في عده مجالات مختلفة معظمها في الصناعات التحويلية والمياة والطاقة والأنشطة المالية والتجارة والاستشارات البترولية .
وبما يوضح قوه العلاقات بين البلدين وخاصة في مجال العقارات يمتلك العمانيون في الإمارات أكثر من 3470 عقارا، بينما يبلغ عدد العقارات التي يملكها الإماراتيون في عُمان 113 عقاراً و398 مزرعة، بينما تبلغ عدد الرحلات الجوية بين البلدين 94 رحلة أسبوعيا .