في تطور جديد للأزمة السودانية، نددت دولة الإمارات العربية المتحدة بالدعوى التي رفعها السودان أمام محكمة العدل الدولية، ووصفتها بأنها “حيلة دعائية خبيثة”، تهدف إلى تحويل الأنظار عن الفظائع التي يشهدها السودان حاليًا. جاء ذلك بعد أن اتهمت الخرطوم أبوظبي بتمويل وتسليح قوات الدعم السريع، وهو ما نفته الإمارات بشدة.
دولة الإمارات ترفض اتهامات السودان وتصفها بالمضللة
قدمت الخرطوم شكوى ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية. اتهمت الإمارات بانتهاك معاهدة الإبادة الجماعية. زعم أنها تدعم قوات الدعم السريع.
ومن جانبه نفى مسؤول إماراتي، الاتهامات. أكد أنها تفتقر لأي أساس قانوني أو واقعي. وصف الدعوى بأنها محاولة لصرف الانتباه عن الأوضاع الداخلية في السودان. شدد على التزام الإمارات بالقوانين الدولية. أكد أن الإمارات سترفض الطلب السوداني فورًا احترامًا لمحكمة العدل الدولية.
وعلق المستشار الدبلوماسي أنور قرقاش على القضية. وقال إن الأولوية هي وقف إطلاق النار في السودان. واعتبر أن التصعيد الإعلامي والسياسي ليس الحل. أشار إلى أن الجيش السوداني يرفض المسار السياسي. اتهمه بحماية مطلوبين دوليًا بتهم جرائم حرب.
الحرب السودانية.. مأساة إنسانية مستمرة
اندلعت الحرب في السودان في أبريل 2023، عندما تفاقم الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى مقتل أكثر من 24 ألف شخص، ونزوح 14 مليون شخص داخل السودان، وفرار 3.2 مليون آخرين إلى الدول المجاورة، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة. ومع استمرار الأزمة، يواجه السودان كارثة إنسانية غير مسبوقة، وسط محاولات دولية لحل النزاع وإيقاف نزيف الدم.
في الوقت الذي تتصاعد فيه الأزمة، تبقى الأولوية الحقيقية هي وقف الحرب وحماية المدنيين، وليس تصعيد الخلافات القانونية والسياسية. وبينما تنفي الإمارات أي تورط لها في النزاع، تبقى محكمة العدل الدولية هي الجهة المخولة بالنظر في هذه الادعاءات، وسط ترقب دولي لما ستسفر عنه القضية.
محمد بن راشد: التعليم ركيزة أساسية لمسيرة دولة الإمارات التنموية