صمت المدافع في إطار الجهود المستمرة لوقف العنف في السودان الذي دخل عامه الثالث، دعت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار في السودان، مطالبة بإطلاق عملية سياسية يقودها حكومة مدنية مستقلة. هذه الدعوة جاءت في الوقت الذي يزداد فيه الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، مما أسفر عن مقتل الآلاف ونزوح ملايين الأشخاص داخل السودان. الإمارات تُحذر من أن الحلول العسكرية لن تُحقق السلام، مؤكدة على ضرورة التوجه نحو التفاوض والجلوس على طاولة الحوار للبحث عن حلول سياسية جذرية تعيد للبلاد استقرارها وأمنها.
#الإمارات تدعو لـ”صمت المدافع” بذكرى حرب #السودان.. وتتهم طرفيها بـ”ارتكاب فظائع” https://t.co/9cENc2liD0
— CNN بالعربية (@cnnarabic) April 16, 2025
دعوة للإفراج عن المساعدات الإنسانية وتجنب استغلالها
من الجوانب البارزة في تصريحات لانا نسيبة، هو التأكيد على ضرورة السماح بمرور المساعدات الإنسانية بشكل آمن وعاجل إلى كافة المناطق السودانية المتأثرة بالنزاع. الإمارات تدعو كلا من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى تسهيل وصول المنظمات الإنسانية لمساعدة المدنيين الذين يعانون من الوضع الصعب الناتج عن الحرب. وتأتي هذه الدعوة في وقت تشهد فيه البلاد نقصاً حاداً في المواد الأساسية مثل الغذاء والدواء، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية التي تجعل من الصعب وصول المساعدات إلى المناطق المتضررة.
وأضافت نسيبة أنه من الضروري منع أي من الأطراف المتنازعة من استغلال هذه المساعدات لأغراض عسكرية أو سياسية. وهذا يشمل استخدام المساعدات الإنسانية كأداة في الحرب أو لاستهداف مناطق معينة، وهو ما قد يزيد من تعقيد الوضع الإنساني ويفاقم معاناة المدنيين. الإمارات ترى أنه من الواجب الدولي ضمان أن تكون المساعدات الإنسانية محايدة وتصل إلى جميع المناطق المحتاجة دون أي عوائق أو تلاعب.
الإمارات تدعو أيضاً إلى تكثيف الدعم الدولي لهذه الجهود، حيث أن المجتمع الدولي يتحمل جزءاً من المسؤولية في ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وفعال. واعتبرت الإمارات أن توافر المساعدات الإنسانية هو أحد الجوانب الرئيسية لتخفيف معاناة الشعب السوداني خلال هذه الأزمة، ولكنه يجب أن يكون جزءاً من عملية أوسع تشمل جهوداً حثيثة لوقف القتال وإرساء أسس السلام.
الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع
في سياق آخر، أكدت الإمارات على أهمية التركيز على الحلول السياسية التي تضمن انتقال السودان إلى مرحلة جديدة من الاستقرار، بعيداً عن الهيمنة العسكرية. لانا نسيبة أكدت في تصريحاتها أن الحل العسكري لن يكون في صالح السودان، بل على العكس سيؤدي إلى مزيد من التدمير والخسائر. لذلك، شددت على ضرورة أن يُنهي طرفا النزاع السوداني كافة الأعمال القتالية وأن يتوجهوا نحو المفاوضات الجادة.
وفي هذا السياق، دعت الإمارات إلى إجراء عملية سياسية شاملة تبدأ بتشكيل حكومة مدنية مستقلة قادرة على قيادة البلاد بحرفية وحيادية. هذا النموذج، بحسب الإمارات، هو الحل الأنسب الذي يعكس رغبة الشعب السوداني في السلام والعدالة. كما أكدت الإمارات أن هذا النموذج هو الوحيد الذي يمكنه تقديم القيادة الشرعية التي تمثل تطلعات الشعب السوداني في جميع المناطق والمستويات.
وأضافت نسيبة أن هناك حاجة ماسة إلى دعم دولي من أجل تسهيل هذه العملية السياسية. كما دعت الإمارات إلى أن يكون هناك “ضغط دولي منسق” على كافة الأطراف التي تسهم في استمرار الصراع، سواء كان هذا من خلال تسليح طرفي النزاع أو من خلال تواطؤ مع أطراف أخرى.
صمت المدافع: التأكيد على دور الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في إرساء السلام
أكدت الإمارات أيضاً على أهمية دور الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في تسهيل عملية الانتقال السياسي في السودان. من خلال الجهود الجماعية، يجب على الأمم المتحدة تكثيف الدعم للمفاوضات السودانية وفرض ضغوط على الأطراف المتنازعة للجلوس على طاولة الحوار دون شروط مسبقة. هذا يتطلب تكاتف الجهود الدولية من أجل تقديم المساعدة السياسية والإنسانية والتنسيق بين مختلف الجهات الفاعلة في الأزمة السودانية.
الإمارات تعتبر أن السودان في حاجة ماسة إلى دعم المجتمع الدولي، خاصة في هذا الوقت الحرج من تاريخه، حيث أن الشعب السوداني يعاني من القتل والتهجير والدمار. وبناء على ذلك، شددت الإمارات على أهمية العمل المشترك لتحقيق السلام، وبناء مستقبل مستقر على أسس من العدالة والمساواة، بعيداً عن الهيمنة العسكرية أو أي نوع من الاستغلال السياسي.
إن دعوة الإمارات لوقف إطلاق النار في السودان ولإطلاق عملية سياسية بقيادة حكومة مدنية مستقلة، تعكس حرص الدولة على تحقيق السلام في هذا البلد الذي عانى من ويلات الحرب لفترة طويلة. الإمارات تواصل التأكيد على أن الحلول العسكرية لن تفضي إلا إلى مزيد من المعاناة، وأن الطريق نحو السلام لا يمر إلا عبر الحوار والمفاوضات السياسية. بالتوازي مع هذه الدعوات، تستمر الإمارات في المطالبة بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المتأثرة، وتدعو إلى تحرك دولي أكبر لتكثيف الضغوط على الأطراف المعنية لتجنب استمرار إطالة أمد النزاع.
حرب السودان تدخل عامها الثالث.. الإمارات توجه نداءً عاجلًا من أجل السلام