تشهد مدينة لوس أنجلوس حالة من التوتر الأمني والسياسي بعد اندلاع احتجاجات لوس أنجلوس الواسعة، إثر حملات المداهمة الفيدرالية الأخيرة، ما دفع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إلى اتخاذ قرار مثير للجدل بنشر قوات الحرس الوطني، وسط رفض محلي وتصعيد في الخطاب بين واشنطن وسلطات ولاية كاليفورنيا.
انتشار الحرس الوطني بسبب احتجاجات لوس أنجلوس
أعلن البيت الأبيض، السبت الماضي، نشر 2000 عنصر من الحرس الوطني، في محاولة للسيطرة على احتجاجات لوس أنجلوس المتصاعدة، بينما أعلنت القيادة الشمالية الأميركية نشر 300 جندي من الكتيبة القتالية للواء المشاة 79 في ثلاث مناطق ضمن نطاق مدينة لوس أنجلوس الكبرى.
كما انتشرت قوات شرطة المدينة في محيط منطقة “سيفيك سنتر” بوسط المدينة لمتابعة الوضع عن كثب.
أسباب اندلاع الاحتجاجات في لوس أنجلوس
بدأت احتجاجات لوس أنجلوس أواخر الأسبوع الماضي، اعتراضًا على حملات المداهمة التي نفذتها وكالة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE)، والتي أسفرت عن اعتقال 118 مهاجرًا.
وأفادت تقارير إعلامية بأن هذه المداهمات شملت مستودعات ومواقع عمل، ما أثار استياء المجتمعات المحلية، خاصةً في مناطق ذات أغلبية لاتينية مثل باراماونت.
ورغم بدء الاحتجاجات بطابع سلمي، إلا أن بعضها تحوّل إلى مواجهات عنيفة، استخدمت فيها القوات الفيدرالية الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت والذخيرة غير القاتلة.
موقف إدارة ترمب وتصريحات مسؤوليها
أكد توم هومان، المسؤول عن ملف الحدود في إدارة ترمب، أن عمليات إنفاذ قوانين الهجرة ستستمر يوميًا، وحذّر من احتمال اعتقال مسؤولين محليين إن عرقلوا عمل السلطات.
كما صرّح وزير الدفاع بيت هيجسيث، بإمكانية نشر وحدات من مشاة البحرية (المارينز)، في حال استمر التوتر، الأمر الذي قوبل برفض قاطع من حاكم الولاية.
من جانبه، دافع رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون، عن الخطوة، واعتبرها وسيلة ردع، فيما أكد السيناتور جيمس لانكفورد أن دور المارينز – إن حدث – سيكون محدودًا وداعمًا وليس مباشرًا في تطبيق القانون.
رفض محلي واسع لتدخل الحرس الوطني
ندد حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، بقرار نشر الحرس الوطني ووصفه بأنه إجراء غير قانوني ينتهك سيادة الولاية، مؤكدًا أن القرار لم يتم بالتنسيق مع سلطات كاليفورنيا.
وفي رسالة رسمية إلى وزارة الدفاع، حذر نيوسوم من أن التدخل الفيدرالي سيزيد التوتر دون داعٍ، مؤكدًا أن السلطات المحلية كانت تسيطر على الوضع بشكل كافٍ.
من جهتها، وصفت عمدة لوس أنجلوس كارين باس، نشر الحرس الوطني بأنه “تصعيد فوضوي”، مضيفة أن “الخوف ينتشر في مجتمعات المدينة ويهدد أمنها الداخلي”، ودعت المتظاهرين إلى الحفاظ على سلمية احتجاجات لوس أنجلوس.
كما شددت النائبة الديمقراطية نانيت باراجان، على رفضها القاطع لتدخل الحرس الوطني، وأكدت أن الخطوة تمثل تصعيدًا غير مبرر من قبل الإدارة الفيدرالية.
الخلاصة
قادت احتجاجات لوس أنجلوس، تصاعد غير مسبوق في التوتر بين الحكومة الفيدرالية وسلطات ولاية كاليفورنيا، وسط خلافات حادة بشأن قضايا الهجرة وسبل تطبيق القانون.
تعرف المزيد على: هل يعود رجل الأعمال الشهير إيلون ماسك إلى الإدارة الأمريكية.. نائب الرئيس يجيب
فيما تبقى المدينة في حالة استنفار، تُطرح تساؤلات كثيرة حول مستقبل العلاقة بين واشنطن وحكومات الولايات، وحدود صلاحية التدخل الفيدرالي في الأزمات المحلية.