مع حلول عيد الفطر المبارك، شهدت المراكز التجارية ومنافذ البيع في مختلف إمارات الدولة حركة غير مسبوقة.
توافد آلاف المتسوقين من المواطنين والمقيمين والسياح. جاءوا للاستمتاع بأجواء العيد، والتسوق، والاستفادة من العروض الترويجية المميزة.
كانت المولات وجهة أساسية للعائلات والشباب. اجتمع الناس للتسوق والاحتفال. سادت أجواء مفعمة بالفرح والبهجة.
حرصت العديد من المراكز التجارية على تعزيز تجربتها. قدمت فعاليات ترفيهية متنوعة. كما وفرت عروضاً خاصة بمناسبة العيد.
جرى تنظيم حركة الدخول والخروج بشكل جيد. استعانت المراكز بطواقم أمن إضافية. كان الهدف تنظيم تدفق الزوار وضمان راحتهم وسلامتهم.
توافد كبير على مولات دبي وأبوظبي
شهدت دبي إقبالاً كبيراً على مراكزها التجارية الشهيرة، حيث كانت مولات «الإمارات مول»، «دبي مول»، «دبي مارينا مول»، «ابن بطوطة مول»، و«دبي فستيفال سيتي» في مقدمة الوجهات المفضلة للزوار. ازدحمت مواقف السيارات بشكل ملحوظ، ما دفع إدارات المراكز التجارية إلى الاستعانة بطواقم أمن إضافية لضبط حركة المرور وتيسير دخول وخروج المتسوقين.
لم تكن أبوظبي بمنأى عن هذه الأجواء، حيث استقبلت مولات «الخالدية»، «المارينا»، «الوحدة»، «ياس مول»، و«أبوظبي مول» الآلاف من المتسوقين. قدمت المراكز التجارية في العاصمة فعاليات مميزة تجذب العائلات، مع عروض ترفيهية متنوعة. لم تقتصر العروض على الملابس والهدايا فقط، بل شملت كذلك المواد الغذائية والعطور، ما جعل التجربة شاملة ومناسبة للجميع.
وقد أشار مسؤولون في المراكز التجارية إلى أن الإمارات تواصل ترسيخ مكانتها كوجهة مثالية للتسوق والسياحة، حيث تشهد المولات والمحال التجارية إقبالاً متزايداً خلال فترات الأعياد. وأكدوا أن المرافق الترفيهية والأنشطة المصاحبة لعبت دوراً كبيراً في استقطاب الزوار وتقديم تجربة استثنائية لهم.
انتعاش قطاع التجزئة خلال العيد
مع هذا الإقبال الكبير، شهد قطاع التجزئة في الدولة نمواً ملحوظاً. وأوضح جمال بن سيف الجروان، الخبير الاقتصادي، أن الإمارات تُعد واحدة من أكثر الوجهات المرغوبة للتسوق والسفر، وذلك بفضل موقعها الاستراتيجي وتوجيهات القيادة الرشيدة. وأضاف أن النمو في قطاع السياحة يسهم بشكل كبير في دعم مبيعات التجزئة، خاصة في المنتجات الفاخرة والأسواق الحرة.
وأشار الجروان إلى أن الزيادة الملحوظة في أعداد الزوار تعكس نجاح السياسات الاقتصادية للدولة، التي تركز على تعزيز قطاعي السياحة والتجزئة معاً. وأضاف أن دولة الإمارات استطاعت تحقيق زيادة في مساهمة القطاع السياحي في الاقتصاد الوطني، لتصل إلى حوالي 12% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام 2024.
من جهة أخرى، أكد ناندا كومار، مدير التسويق لمجموعة «لولو»، أن مبيعات التجزئة زادت بنسبة 10% خلال فترة عيد الفطر مقارنة بالأيام العادية. وعزا هذا النمو إلى التخفيضات الكبيرة التي وصلت إلى 50% على بعض المنتجات. وأوضح أن التجارة الإلكترونية شهدت بدورها انتعاشاً ملحوظاً خلال شهر رمضان، حيث يفضل العديد من المتسوقين الشراء عبر الإنترنت لتجنب الازدحام.
السياحة والتسوق في الإمارات: وجهة عالمية
أكد خبراء السياحة والتجزئة أن الإمارات تواصل ترسيخ مكانتها كوجهة عالمية للتسوق والترفيه. وأوضح بروس فون كوفمان، مدير «ريم مول»، أن الموقع الاستراتيجي للدولة يعد عاملاً أساسياً في جاذبيتها. كما تسهم زيادة شركات الطيران وتسهيل إجراءات التأشيرات في تعزيز مكانة الإمارات كوجهة تسوق رائدة.
وأشار كوفمان إلى أن التعاون بين المولات والفنادق ووكالات السفر يلعب دوراً كبيراً في تقديم تجارب متكاملة للزوار. وأضاف أن النمو المستمر في عدد الوافدين والسياح ذوي الملاءة المالية العالية يساهم بشكل كبير في دعم قطاع التجزئة.
مع الأجواء الاحتفالية والأنشطة الترفيهية والعروض الجاذبة، استطاعت الإمارات أن تقدم تجربة تسوق استثنائية خلال عيد الفطر. يعكس الإقبال الكبير على المراكز التجارية مدى نجاح الدولة في تعزيز قطاع التجزئة والسياحة. بفضل التخطيط المدروس والفعاليات المتنوعة، تبقى الإمارات وجهة أولى للتسوق والسفر في المنطقة.
فعاليات عيد الفطر في إمارة الفجيرة: أجواء احتفالية وتجارب ترفيهية