تشعر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، بقلق متزايد إزاء برنامج أقمار Cosmos الروسية الاصطناعية، الذي تصفه بعض التقارير بـ”المترصدين في الفضاء”، وهي أقمار صغيرة وسريعة، تُحلّق في مدارات قريبة من أقمار التجسس الأميركية، ويُعتقد أن بمقدورها التسبب بتدميرها عند تلقي أوامر من الأرض.
أقمار Cosmos الروسية.. سلاح مزدوج
تتمتع هذه الأقمار بقدرات مزدوجة؛ فبينما تبدو في وقت السلم أقمارًا لإصلاح أو مراقبة الأقمار الآخرى، تتحوّل في وقت الحرب إلى سلاح يمكنه تدمير أقمار الخصوم في سرعة وسهولة كبيرة.
ولعل أبرز ما يقلق البنتاجون حاليًا هو القمر الاصطناعي الروسي Cosmos 2588، الذي أُطلق في 23 مايو 2025، ووُضع في مدار قريب جدًا من قمر أميركي سري يُعتقد أنه جزء من مجموعة KH للتجسس البصري، مما يهدد الأمن الفضائي الأميركي.
وعلى الرغم من التزام موسكو الصمت حول طبيعة القمر Cosmos 2588، إلا أن الخبراء يرجحون أنه مزود بسلاح حركي، مشابه لقدرات الأقمار السابقة من سلسلة أقمار Cosmos الروسية نفسها، مثل Cosmos 2543، وCosmos 2576، واللذَين رُصدا وهما يُطلقان مقذوفات في المدار.
هدف روسي واضح: تعمية الأقمار الأميركية
تعتبر موسكو – وكذلك بكين – أن أقمار الولايات المتحدة الاصطناعية هي نقطة ضعف استراتيجية، إذ تعتمد الجيوش الغربية عليها في الاتصالات، وتحديد الأهداف، والمراقبة. وبالتالي، فإن ضرب هذه الأقمار يعني شلّ قدرات الجيش الأميركي لفترة حاسمة، وهو ما قد يمنح الخصوم فرصة للمبادرة الهجومية.
ورغم تأكيدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعدم رغبته في مهاجمة الناتو مباشرة، إلا أن استخدام أقمار Cosmos لإحداث خلل مؤقت في شبكات الأقمار الأميركية قد يكون جزءًا من انتقامه غير المباشر من واشنطن، خاصةً في ظل دعمها العسكري المتزايد لأوكرانيا عبر أنظمة مثل “ستارلينك” التي تُستخدم ضد القوات الروسية.
تعرف المزيد على: احتجاجات لوس أنجلوس.. تفاصيل تصاعد الأزمة بين الولاية والحكومة الفيدرالية
هل نحن على أعتاب حرب فضائية؟
ومن المفترض أن أقمار Cosmos الروسية ستكون فرصة لبوتين في إسكات الولايات المتحدة والناتو بما يجري في أوكرانيا. لكن إذا أقدمت روسيا على استخدام أحد “المترصدين في الفضاء” لتوجيه ضربة دقيقة إلى قمر صناعي أميركي، فقد تحاول واشنطن نفي وقوع الهجوم تفاديًا للتصعيد، بينما تستغل موسكو اللحظة لشن عمليات عسكرية أرضية.