تعتبر صناعة النشر حلقة وصل محورية في عالم المعرفة والثقافة، حيث تساهم بشكل أساسي في توثيق تاريخ الأمم وتراثها، وتُعتبر وسيلة لنقل الأفكار والعادات والتقاليد بين الأجيال والمجتمعات. في مدينة دبي، تشهد حركة النشر تطوراً ملحوظاً يعكس تطلعات الإمارة في أن تصبح مركزاً عالمياً للثقافة
والإبداع، وحاضنة للمواهب الفكرية والإبداعية. بفضل البنية التحتية المتطورة والإمكانيات التشريعية والرقمية المتاحة،
تبرز دبي كنموذج متميز في دعم قطاع النشر، مما يعزز دورها في تقديم التراث الثقافي والأدبي الإماراتي للعالم.
دور دبي للثقافة في تعزيز النشر الرقمي
في ظل التقدم التكنولوجي السريع وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، تعمل هيئة الثقافة والفنون في دبي “دبي للثقافة”
على تعزيز صناعة النشر الرقمي، انطلاقاً من مسؤوليتها الثقافية التي تهدف إلى تمكين الناشرين والمبدعين وتوفير
فرص جديدة لهم. ومن خلال مشاريعها المتنوعة، تسعى “دبي للثقافة” إلى دعم الناشرين الرقميين وتسهيل
عملية إنتاج المحتوى الرقمي، بما يسهم في تعزيز حضور الأدب الإماراتي على المستوى العالمي. تعمل الهيئة
على تحفيز الناشرين على تبني أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال، مما يساعد في بناء جسور التواصل بين المثقفين في دبي ونظرائهم في مختلف أنحاء العالم.
ملتقى النشر الرقمي: منصة للحوار والبناء
تتجلى جهود “دبي للثقافة” في تنظيمها السنوي لملتقى النشر الرقمي، الذي يندرج تحت مظلة منصة تعبير.
يهدف هذا الملتقى إلى توفير منصة حوارية تجمع الخبراء والمختصين في مجال النشر الرقمي،
وذلك من خلال حلقات نقاشية تسعى إلى رفع مستوى الوعي حول آليات النشر الإلكتروني الآمن
وتقديم أدوات متعددة لتحسين هذه العملية. يشجع الملتقى الكتّاب والناشرين على تبني أساليب الرقمنة المتنوعة وتوظيفها بشكل يساهم في إثراء المحتوى الثقافي والفكري.
تكامل النشر الرقمي مع الورقي
يشير محمد الحبسي، مدير إدارة الآداب بالإنابة في “دبي للثقافة”،
إلى أن النشر الرقمي لا يتعارض مع النشر الورقي، بل يتكامل معه، مشيراً إلى أهمية النشر الرقمي في تحسين طرق التدوين والتوثيق ومنح المعلومات عمراً افتراضياً أطول. ووفقاً للحبسي، يساهم النشر الرقمي في توسيع نطاق إنتاج المعرفة والثقافة، عبر تمكين أصحاب
المواهب من دخول ميادين الكتابة والتأليف بسهولة أكبر، بالإضافة إلى تسهيل وصول الجمهور إلى المحتوى المكتوب في أي وقت ومن أي مكان.
تشجيع الإبداع ودعم المواهب في مجال النشر الرقمي
تسعى “دبي للثقافة” إلى دعم المواهب الأدبية وتشجيعها على الإبداع في مجال النشر الرقمي،
من خلال توفير بيئة ملائمة تساعد على تطوير مهارات الكتابة والتأليف.
يوفر النشر الرقمي فرصاً جديدة للكتّاب والناشرين للتعبير
عن أفكارهم ورؤاهم، مما يسهم في تعزيز التنوع الثقافي والفكري. كما يساعد في فتح آفاق جديدة أمام القراء لاكتشاف أعمال أدبية وثقافية متنوعة، مما يعزز من مكانة دبي كمركز عالمي للثقافة والإبداع.
مستقبل النشر الرقمي في دبي
مع استمرار “دبي للثقافة” في دعم مبادرات النشر الرقمي، يتوقع أن يشهد هذا القطاع نمواً ملحوظاً في السنوات القادمة، حيث سيصبح النشر الرقمي جزءاً أساسياً من المشهد الثقافي في دبي. بفضل البيئة الإبداعية والتشريعية التي توفرها الإمارة، يمكن للناشرين والمبدعين تحقيق انتشار عالمي لأعمالهم، مما يعزز من مكانة دبي كمنارة للثقافة والفكر والإبداع على مستوى العالم.