أوضحت هيئة الطرق والمواصلات في دبي أن استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي في التحكم المروري ورصد حركة المركبات ساهم بشكل كبير في خفض مدة الاستجابة للحالات الطارئة، مما يجعل دبي تتصدر عالمياً في هذا المجال. ساهمت هذه الأنظمة الذكية في تقليل زمن الوصول
لوحدات إدارة الحوادث من 10 دقائق إلى 8 دقائق، كما انخفض زمن إخلاء الطرق من المركبات المتضررة إلى 6 دقائق فقط.
الذكاء الاصطناعي: التحكم الذاتي في حركة المرور
صرّح محمد آل علي، مدير إدارة الأنظمة المرورية الذكية في هيئة الطرق والمواصلات،
أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تتحكم بشكل ذاتي بالحركة المرورية في 60% من الطرق الرئيسية بدبي، دون الحاجة إلى تدخل بشري. وأوضح أن هذا النسبة سترتفع إلى 100% بعد اكتمال المرحلة الثانية من مشروع تطوير الأنظمة المرورية الذكية،
الذي يعمل على توظيف أحدث التقنيات لتحسين تجربة التنقل في الإمارة.
تكنولوجيا التفاعل المشترك (C-ITS)
أحد التقنيات الرئيسية التي ستستخدمها الهيئة في المستقبل هو نظام التفاعل المشترك (C-ITS)، الذي سيسمح للمركبات بالتفاعل مع البنية التحتية للطرق. هذا التفاعل سيمكن السائقين من الحصول على معلومات دقيقة وفورية حول حركة المرور من خلال تطبيقات مثل خرائط جوجل
والترددات الإذاعية، مما سيساهم في تحسين تجربة القيادة وتقليل الازدحامات.
مركز دبي للأنظمة المرورية الذكية: عين على البيانات الضخمة
يعمل مركز دبي للأنظمة المرورية الذكية على توجيه حركة المرور بناءً على البيانات الضخمة الواردة من شبكة الطرق. يتم جمع هذه البيانات من عدة مصادر مثل كاميرات المراقبة، أجهزة تعداد المركبات، ومجسات استشعار الطقس، التي ترسل المعلومات بشكل فوري إلى المركز لتحليلها. بناءً على النتائج،
تقوم الأنظمة الذكية بتحديد الخطط المرورية المناسبة وتوجيه الإشارات المرورية واللوحات الإلكترونية لتوجيه السائقين إلى المسارات البديلة، كل ذلك دون تدخل بشري.
تغطية شاملة لجميع طرق دبي بالتقنيات الذكية
تخطط هيئة الطرق والمواصلات لتوسيع تغطية الأنظمة الذكية لتشمل جميع طرق دبي في المستقبل القريب.
وأشار آل علي إلى أن الهيئة تدرس استخدام تقنيات الجيل الخامس (5G) لتسريع نقل البيانات المرورية، ما يتيح تحديث المعلومات لحظة بلحظة وتقليل الاعتماد على البنية التحتية التقليدية مثل الكابلات الأرضية. هذه التحسينات
ستضمن سلاسة تدفق حركة المرور وتقديم تجربة تنقل أكثر أمانًا وفعالية.
اختبارات ميدانية لضمان التفاعل الفعّال مع الجمهور
تواصل الهيئة اختبار الأنظمة الجديدة ميدانيًا لضمان تفاعل الجمهور معها بفعالية، حيث يهدف المشروع إلى تقديم تجربة سلسة للسائقين والمستخدمين. تقوم الهيئة بتحليل ردود الفعل من الجمهور واستخدامها لتحسين النظام بشكل مستمر، ما يعزز من
كفاءة التحكم المروري والتنبؤ بالأزمات المرورية قبل وقوعها بفارق زمني يصل إلى 60 دقيقة.
توقع الازدحامات واتخاذ الإجراءات الوقائية
يُعد التنبؤ المسبق بالازدحامات المرورية أحد أهم مزايا أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تستخدمها هيئة الطرق والمواصلات. باستخدام تقنيات التعلم الآلي وتحليل البيانات، تتمكن هذه الأنظمة من التنبؤ بالازدحامات قبل وقوعها بفارق زمني يصل إلى ساعة، ما يمنح الهيئة الوقت الكافي
لاتخاذ الإجراءات الوقائية وتوجيه حركة المرور بعيدًا عن المناطق المزدحمة.
نحو مستقبل ذكي للنقل في دبي
الخطط الطموحة لهيئة الطرق والمواصلات تهدف إلى تحويل دبي إلى واحدة من أكثر المدن ذكاءً في مجال النقل.
من خلال دمج أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطوير البنية التحتية الرقمية، تعمل الهيئة على تحسين جودة الحياة وتسهيل حركة التنقل في المدينة، بما يتماشى مع رؤية دبي 2030 لتصبح واحدة من أذكى المدن في العالم.
خلاصة
بفضل استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة، حققت هيئة الطرق والمواصلات في دبي إنجازات كبيرة
في تحسين تدفق حركة المرور وتقليل وقت الاستجابة للحالات الطارئة. ومع التوجه المستقبلي نحو اعتماد تقنيات مثل التفاعل المشترك والجيل الخامس، يبدو أن دبي في طريقها لتحقيق ثورة حقيقية في مجال النقل الذكي
الحملة الوطنية للتوعية بالإنفلونزا الموسمية: “حصّن نفسك… احم مجتمعك”