تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول التي نجحت في تحقيق مواقع متقدمة في مؤشرات الجاهزية للمستقبل. ويعزى هذا النجاح إلى الفكر والفلسفة القائدة التي تتبناها الدولة والتي ركزت على الاستعداد للمستقبل والتخطيط الاستباقي له. وقد ركزت القيادة الرشيدة في الإمارات على تبني الابتكار كأساس للتنمية الشاملة، وذلك تجسيدًا لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
تحقيق الجاهزية للمستقبل يتطلب رؤى استراتيجية واضحة، وهو ما قامت به حكومة دولة الإمارات. فقد وضعت الحكومة خريطة طريق مُحددة لتحقيق إنجازات نوعية شاملة في شتى القطاعات الحيوية التي تعزز ازدهار الدولة بشكل مستدام. وقد تم التركيز على بناء مستقبل راسخ لأجيال الإمارات، بعيدًا عن الاعتماد المفرط على الموارد النفطية.
تمثل وثيقة المبادئ العشرة لدولة الإمارات في الخمسين الجديدة إعلانًا هامًا في إطار بناء الجاهزية للمستقبل. وقد تم إطلاق مشاريع الخمسين لدعم تنفيذ هذه المبادئ. تشكل هذه المبادئ إطار عمل يركز على بناء الاقتصاد الأفضل والأكثر نشاطًا في العالم، والاستثمار في رأس المال البشري، وتطوير التعليم، واستقطاب المواهب، وتعزيز المهارات، وتعزيز التفوق في المجال الرقمي والتقني والعلمي.
ووفقًا للمؤشرات العالمية، تصدرت دولة الإمارات المرتبة الأولى عالميًا في 20 مؤشرًا يتعلق بممكنات الجاهزية لفرص المستقبل. واحتلت المرتبة 23 عالميًا والمرتبة الأولى عربيًا في اقتناص فرص قطاعات المستقبل بين الاقتصادات المتقدمة والناشئة. وتأتي هذه المعلومة من تقرير “جاهزية المستقبل 2020” الصادر عن معهد الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
تعكس هذه المؤشرات الريادة التكنولوجية والابتكارية في الإمارات، حيث تم تطوير بنية تحتية قوية للتكنولوجيا والاتصالات، بما في ذلك الشبكات السريعة للإنترنت والتغطية اللاسلكية. كما تم تعزيز الاستثمار في البحث والتطوير وتشجيع الشركات الناشئة والابتكار في مختلف القطاعات.
تشتمل الجاهزية للمستقبل في الإمارات على العديد من المبادرات والمشاريع الرائدة. على سبيل المثال، تم تطوير مدينة المعرفة في دبي كمركز للابتكار والبحث والتطوير في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات والطب الحيوي. كما تم إطلاق برنامج “تحدي الذكاء الاصطناعي” الذي يهدف إلى تطوير حلول ذكاء اصطناعي للتحديات العالمية.
كما تولي الإمارات اهتمامًا كبيرًا لتطوير التعليم وتعزيز المهارات اللازمة للمستقبل. تم إطلاق مبادرات مثل “مهارات القرن الحادي والعشرين” وبرنامج “التعليم 2020” لتحسين جودة التعليم وتعزيز الابتكار والإبداع في المجال التعليمي.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل الدولة على تعزيز التنمية المستدامة وحماية البيئة. وقد تم تطوير مشاريع رائدة مثل مدينة محمد بن راشد للطاقة المتجددة ومشروع “مصدر” لتعزيز استدامة استخدام وإدارة المياه في الدولة.
باختصار، تعد الإمارات من الدول الرائدة في مجال الجاهزية للمستقبل، حيث تركز على الابتكار والتكنولوجيا وتطوير المهارات والتنمية المستدامة. تتمتع الدولة ببنية تحتية متطورة ومبادرات رائدة تعزز موقعها كمركز عالمي للابتكار والتقدم التكنولوجي.
مرصد سوق العمل في دولة الإمارات: منصة رؤية شاملة لتحليل البيانات والمؤشرات